الأربعاء، 7 مايو 2008

الاغصان تحترق الجزء الاول


الاغصان تحترق


هذه القصه لا اساس لها من الواقع وتجري بعيدا في كوكب اخر
واي اسقاط او ربط بين احداثها وما يجري حاليا هو من خيال القارىء لا المؤلف

عائد انا من عملي مرهق ....ومتعب ....تنحصر احلامي في وجبة دافئه وجلسه هادئة..مع الزوجة والاولاد............
احمل في يدي اليمنى بعض البرتقال...وفوق اكتافي احمل اعباء اقتراب نهايه الشهر مع ما يحمله من تبعات
ما زال انفي متاثرا بلسعة برد قارص مرت عليه اثناء قفزي من الميكروباس في نهايه الخط
دخلت منزلي وبحركة ثلاثية وضعت البرتقال واغلقت الباب واحتضنت صغيري
قبلت الجبين وانتظرت الرد
ولكن لم يسجب صغيري
_ ما بالك حبيبي اين امك؟
لم يجب الصغير وسمعت صوت امه مرتعش يقول انا هنا
انطلقت عدوا نحوها رغم ان مساحه المنزل لا تسمح سوى بخطوتين لا اكثر
-ما هذا ما الرعب الذي يعتري وجهك يا ملاكي ؟؟؟؟؟
= هناك ضيوف بالصالون في انتظارك
عدت بحركة عسكرية " للخلف در" الى الصالون والقلق يعصف بجوانحي
ثلاث رجال غرباء في بيتي يلبسون السواد ويحدقون في وجهي كانني احد المومياوات الفرعونيه الهاربه من وادي الملوك
وانا لا ادري سببا لوجودهم ولا لعجبهم ولا اعلم من هم اساسا
_ اهلا بكم هل لي ان اتشرف بحضراتكم
= هل انت هشام سليمان الصحفي
لهجه امره من صاحب سلطه ولا شك....لهجه اعرفها واستطيع ان اميز اصحابها
_نعم انا من حضراتكم؟
=نحن مندوبون من رئاسة الجمهوريه انت مدعو للقاء وحوار السيد رئيس الجمهورية
_انا...لماذا ..وانا صحفي شاب صغير كما انني مشاغب ومعارض
وبدا الامر في ذهني غير منطقي تماما فمن انا حتى يلقاني السيد الرئيس
اباطرة الصحافة لا يلتقون الرئيس الا في مواعيد محددة وطبقا لظروف وضوابط خاصة جدا
ولا يبدو ان في الامر خدعة
فمباحث امن الدولة لا تحتاج لمبرر لاعتقالي....كما انها لا تخادع بل تعتقل فورا
_ حسنا ما الموعد؟
= الان
_ولكن يجب ان استعد واعد الاسئلة..واجري بعض الابحاث انتم تعلمون ان الامر ليس بهذه السهوله
= كف عن لغوك الان تعني الان
فلقد قرر الرئيس اجراء حوار معك..ليثبت للجميع قدرته على مواجهه وتفنيد اراء المعارضين طويلي اللسان من امثالك
_ ولكنني لست طويل اللسان فانا اذكر محاسن الرئيس قبل مساوءه في كل ما اكتب وليس ذنبي ان محاسن سيادته سطر واحد
ومساوءه تكفي مجلدات انه ذنبه هو
= ارايت هذا هو نمط كتاباتك الوقحة
لقد حذرنا سيادته من طول لسانك وو قاحتك ولكنه اصر اصرارا شديدا فالزم الادب ....والا
__الا ماذا اذا كنت ساحضر معكم وانا مكمم الفم والعقل....فالاجدى الا احضر ويمكن اجراء الحوار
مع اي صحفي قومي وسيكون الحوار رائع
= ولكنه يريدك انت
_حسنا سالتزم الموضوعية والادب....الموضوعية قبل الادب
==========
في الطريق الى قصر الرئاسة جلس الى جانبي احد الرجال الثلاثة وفي ثقة وهدوء بالغين
وبلهجة تحمل من من التهديد والحزم اكثر بكثير من الود
وبصوت يشبه افعى خرجت للتو من بيات طويل...قال
اسمع يا هشام
تحدث الى معاليه بصوت مرتفع لان سمع سيادته تاثر بشده منذ اخر محاوله لاغتياله
لا تقاطعه ابدا وهو يتحدث ولا ترجع في الحوار الى نقطة سبق ان اجاب عليها
ولا تستخدم اي مصطلحات علمية او لغة متحزلقة راقية
بل استخدم لغة دارجة ومفردات بسيطة
مفهوم؟؟؟!!!!!
يا الهي ما هو مستوى سيادته الذهني والعقلي
ماهي قدراته؟؟؟
دخلت السيارة في نفق طويل وخرجت منه في حديقه بديعه
ورغم اننا في يناير الا ان شمس الحديقة ساطعه وجوها رائع
كم انتم محظوظون يا معشر الحكام والاثرياءحتى شمسكم تختلف عن شمسنا
توقفت السياره خرج رجل من المقعد الامامي ونبت من تحت الارض اربعه رجال
واحاط الجميع بي
دلفت معهم الى صالون صغير مصنوع من جزوع الاشجار ومتناسق بشكل بديع
= اجلس هنا يا هشام وهاك اوراق واقلام
اكتب ما تريد وضحك قائلا لاننا سنراجعه وستنشر ما نوافق عليه فقط ما نوافق عليه.....مفهوم
_هكذا قالها الرجل الافعى
عفوا الرجل صاحب صوت الافعى
دلف السيد الرئيس الى المكان تصحبة زوجته واخاه الاصغر وابنته وتجري امامه حفيدته الصغيره
في جو اسري مكتمل الالفة والحميميه
جلسوا جميعا
وبدأ اخو الرئيس وساعده الايمن بالحديث
اهلا ياهشام
مرحبا بك عسى ان تكون بخير وتشعر كان البيت بيتك
_اهلا يا سيدي انها لحظات نادره
ولكن سيدي هل لي بسؤال واحد؟
انت هنا لتسأل ونجيب هكذا قالت صاحبه البيت
ما اكرمك سيدتي انا صحفي سياسي ولا اعلم من ساحاور الرئيس السياسي ام الرئيس الانسان واسرته؟
احمرت عيناها وظهرت عروق في رقبتها اظهرت عمرا ...كان خافيا تحت المكياج الراقي والهدوء السابق
واجابتني الابنه
هذا وذاك
لقد طلب ابي لقائك ولكن ليكن الحوار خليط من هذا وزاك
ما رأيك انت؟ _
سيدتي انا طوع امرك فليجري الحوار كما تشاؤون
وضغطت
بكل هدوء على ضمير الجمع ..... ولكن بدا الرئيس خارج اطار حوار طلبه ودعا اليه!!!!!
وانا حتى الان لم ادرك تبعات الموقف ولا اعلم ما سيترتب عليه
وفي هذه اللحظة جاء احد رجال الحراسة مصحوبا باكواب العصير وبعض الحلوى
وتكرمت السيده الاولى بدعوتي لتناول العصير
وهنا
خرج الرئيس عن صمته
= هشام دعك من العصير
تعالى امسك يدي وسنسير انا وانت قليلا في الحديقة ..... وحدنا قبل الحوار
وتكهرب الحو على الفور
وتوترت اعصاب الاخ
وبرزت عيناه ...ولمع فيها بريق ذكاء حاد وغضب مكتوم وقال
ليكن الحوار هنا يا اخي!!!
= سيبدا الحوار معي سيرا وسنستكمله هنا
_ ليكن الحوار هنا يا عزيزي قالتها الزوجة وهي تضع بين احرف كلماتها كما هائلا من الالغام والوعيد بل والتهديد
حتى ان قلبي اراد ان يهرب من ضلوعي الال انه تراجع بعد ان تذكر ان العمر لا تنهيه الكلمات بل رب الكلمات
= هذا قرار
الا استطيع ان الزمكم بهذا القرار البسيط
ماذا دهاكم
وصمت الجميع ودارت في الصدور معارك ومخاوف وافكار
_ نحن فقط نخشى عليك يا ابي فا انت لازلت مريضا
= لا تخش شيئا
_ حسنا لك ما تريد
وانت يا هشام لا ترهق سيادته وعودوا سريعا
مفهوم ...............هكذا حسمت الزوجة الامر وتابعت
مفهوم يا هشام
اه من مفهوم هذه لقد لخصت وضعا ماساويا في قصر الرئاسة لم اكن ادركه مطلقا
_ طبعا طبعا مفهوم
وهكذا امسك السيد الرئيس بيدي وجرني بهدوء قائلا:
هيا لا تهتم بهم
لدي ما اطلعك عليه ساكسر كل الحواجزوارجو ان تكون اهلا لذلك
ساسقط كل الاقنعه

وسقط قلبي مع اخر حروفهوبدات ادرك هول ما انا مقدم عليه

يتبع..................................